الشيخ عبدالله المغربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

برج الحمل

اذهب الى الأسفل

برج الحمل Empty برج الحمل

مُساهمة  الشيخ عبدالله المغربي الجمعة أبريل 18, 2008 5:15 pm

الرجل الحمل

إذا درسنا عن كثب مولدا كهربائيا يعمل , أو مشعلا ناره متوهجة , أو قنبلة في لحظة الانفجار , أمكننا أن نكون فكرة إجمالية عن هذا النوع من الرجال , فهو رجل الإثارة بلا منازع و إن كان خيرا للمرأة التي تنشد الإستقرار أن تبتعد عن دربه . إنه مشتعل العاطفة تارة , بارد كدب القطب الشمالي تارة أخرى . إذا وقع في الحب فعلا غاص فيه حتى أذنيه , و إذا تحطم ذلك الحب بسبب من الأسباب عمل ما في وسعه لجمع أجزائه المبعثرة و صبها في قالب جديد . أما إذا إستحال ذلك أهمل القضية بصورة نهائية و راح يبحث عن مصدر إلهام جديد .

لا تنقصه الوسائل للتعبير عن حقيقة شعوره . الشرود و التنهدات و الشعر . . . كل شيء جائز و ممكن , المهم أن يكشف عن نفسه تماما و ألا يبقى في منتصف الطريق , فأنصاف الحلول ليست من مبادئه .



الإخلاص رائده , لا يضاهيه في هذا الميدان أحد . و بما أن الصدق مبدأه يبقى مخلصا لمن يحب حتى في التفكير . أهدافه العاطفية تتسم بالنبل و الجد متخطية العلاقة العابرة أو إشباع الغرائز . يتطلب من المرأة التي يحب مقابل ذلك البقاء عند حسن ظنه و بذل الجهود لإرضائه و جذبه و الاحتفاظ به أطول مدة ممكنة , فإذا فشلت تركها وراءه و راح يبحث عن أخرى ترضي مزاجه العاطفي الجياش .


أي سلاح ينجح مع هذا الرجل ؟ إذا لجأت المرأة معه إلى الغزل الصريح المكشوف هرب بعيدا آلاف الأميال . يهرب أيضا إذا نظرت إلى غيره من الرجال مجرد نظرة عابرة لأن من صفاته الرئيسية الغيرة و حب التملك . و مع أنه يتوقع منه حبيبته الإخلاص التام إلا أنه يأبى – و لو ظاهريا – مبادلتها بالمثل . فهو مضطر – بحسب إعتقاده – إلى إقامة بعض العلاقات البريئة التي تفرضها مهنته و مكانته الإجتماعية .

هذا الرجل متمرد بطبيعته . يهوى تحدي السلطة لاعتقاده أنه أذكى و أفصح من أربابها . كثيرا ما تحدث له المشاكل لعدم انصياعه لغيره و لتفضيله دور السيد لا التابع . لا يستبعد أن يحاول البعض تلقينه دروسا قاسية في التواضع و الامتثال . و بهذه المناسبة يجدر بالمرأة التي يحبها رجل برج الحمل أن تقف دائما إلى جانبه ضد أعدائه و أن تحب من يحب و تكره من يكره . هذا إذا أرادت حقا الإحتفاظ به أطول مدة ممكنة .

قلنا من قبل أن مولود الحمل يجهل الكذب و التحايل و يتبع الأسلوب المباشر في جميع تحركاته و تصرفاته . في ميدان الحب مثلا يستحيل عليه التمثيل إذا هدأت عاطفته , لأن كل شيء فيه يشير عندئذ إلى حقيقة شعوره : يظهر في صوته و نظراته البرود , و يغلفه الضجر و قلة الصبر . لكنه نبيل على الرغم من كل شيء . إذا حصل بينه و بين الحبيبة سوء تفاهم بادر إلى الإعتذار و لو كان الحق بجانبه . و في الأوقات العادية يشبعها مديحا و ثناء ويلازم سريرها في أوقات المرض ولا يتردد في الإنفاق عليها بسخاء بالغ . إنه يتمناها أنثى بكل ما في الكلمة من معان , و في الوقت نفسه ينمي فيها روح الاستقلال و الفردية , شرط ألا تتخطى حدودها و تتبوأ مكان الصدارة الذي هو من حقه وحده . و إن كان لا يعني تماما ما يقول . و لما كانت العواصف تمر عليه بسرعة مذهلة دون أن تترك أثرا يتوقع من حبيبته النسيان و المغفرة مهما بلغت درجة الأسى الذي سببه لها . إذا أمام مولود برج الحمل إحتمالان لا غير : إما أن يسود أو أن يترك البيت من غير عودة . و على زوجته بدورها ألا تكون سلبية أو خجولة أكثر من اللازم .

سخاء هذا الرجل لا يضاهى . فهو لا يبخل على حبيبته بشيء مهما قلت سبل العمل و المورد . خير لها إذا أن تمد يد المساعدة بدورها فتدخر و لو القليل لتفاجئه به عند الحاجة . و ما أكثر أوقات الحاجة عند رجل برج الحمل . يكفي برهانا على ذلك إيمانه بالمثل القائل : " اصرف ما في الجيب يأتك ما في الغيب " .

الرجل الحمل , كأب , عطوف محب يحدب على أولاده و يرعاهم و يؤمن لهم جميع فرص اللهو و اللعب . يتجاذب معهم الأحاديث و يشاركهم الهوايات و الرياضة و النزهات و غير ذلك . كثيرا ما يدعوهم إلى وجبة غداء أو عشاء في أفضل الأماكن العامة . و الغريب أنه على الرغم من هذه العاطفة يكره أن تهمله زوجته في سبيلهم .

في إستطاعة زوجته العمل خارج البيت . لا مانع لديه شرط أن تبقى محتفظة بأنوثتها و عذوبتها و تبعيتها له . أما استقلاله هو فأمر مقدس لا يحق لها مناقشته من قريب أو بعيد . غير أنها – إن كانت على شيء من الذكاء و الفطنة – تستطيع التدخل في شؤونه في الوقت الملائم , و بالتالي أن توجهه بأسلوب لبق يشعره بأنه لا يزال السيد المطاع .

حالما يكتشف إنسان برج الحمل أنه فقد سيادته و سيطرته , سواء أكان ذلك في البيت أو في العمل , ينطوي على نفسه و يصبح عديم التفاؤل و الحيوية . إنه لا ريب عنوان الرجولة الصحيحة , و يستحق نوعا مميزا من النساء . إمرأته المفضلة تقف بين تلك التي لا تعرف من دنياها سوى النوادي و الجمعيات و تلك التي تكتفي بحياكة الصوف في إحدى زوايا البيت . متى وجد ضالته المنشودة تحول إلى سيد المتيمين و جعل من حبيبته أسعد النساء قاطبة .
__________________

الشيخ عبدالله المغربي
Admin

المساهمات : 25
تاريخ التسجيل : 13/12/2007

https://salahh.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى